“بنك أهداف” إسرائيل المقبل للتطبيع.. هذه أبرز الدول العربية والإسلامية التي تسعى تل أبيب لاستمالتها - إقرأ

عربى بوست 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تسعى إسرائيل لاستغلال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لاستئناف "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع مزيد من الدول العربية والإسلامية، وذلك بعد أن تمكن ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى من جرّ دول الإمارات والبحرين والمغرب والسودان للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وحسب تقارير إسرائيلية محلية، فإن "اتفاقيات أبراهام" ستشمل في ولاية ترامب الثانية مزيداً من الدول الإسلامية، التي يرتبط بعضها بإسرائيل بعلاقات تجارية وأمنية واقتصادية، ولم يتبقَ منها سوى منحها الغطاء السياسي والدبلوماسي بإعلان تبادل العلاقات والسفراء.

وتزامناً مع عدوانها الدموي على قطاع غزة، واصلت خارجية إسرائيل وجهاز الموساد بالتنسيق مع واشنطن، استهداف عدد من الدول الإسلامية في مسار التطبيع، خاصة وأن مواقفها تجاه الإبادة الجارية في غزة لم تتجاوز الإدانات الباردة، والتعاطف الشعبي المتواضع.

بينما ترى التقارير الإسرائيلية أنه من المرجح أن يسفر التطبيع الوشيك مع السعودية عن لحاق العديد من الدول الإسلامية بها، "في ظل المكانة التي تحتلها السعودية بين الدول الإسلامية ونفوذها المالي والسياسي في الكثير منها".

"عربي بوست" يضع خارطة تقديرية لمستقبل التطبيع الإسرائيلي مع العديد من الدول العربية والإسلامية، موزعة جغرافياً على قارات العالم، سواء في أفريقيا أو جنوب شرق آسيا وأوراسيا.

محادثات سرية مع إندونيسيا برعاية أمريكية

لا تنفك الدوائر الدبلوماسية الإسرائيلية عن تسليط الضوء على إندونيسيا باعتبارها الهدف الأكثر ترجيحاً لإبرام اتفاقية تطبيع معها، باعتبارها أكبر دولة إسلامية في العالم، ورابع أكبر ديمقراطية، وقد أجرتا محادثات سرية، ويعمل الأمريكيون خلف الكواليس لإقناع جاكرتا بالمضيّ قدماً لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.

صحيح أنه ليس هناك روابط رسمية بين إسرائيل وإندونيسيا، لكن علاقاتهما في التجارة والتكنولوجيا والسياحة أكبر من أن يتم إخفاؤها، حيث أبرمتا العديد من صفقات التصدير والاستيراد، شملت الزيوت والأقمشة والأحذية والأثاث.

وفيما وصلت قيمة الواردات الإسرائيلية من إندونيسيا 77 مليون دولار أمريكي، فقد بلغت صادراتها 92 مليون دولار، واللافت أن قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى إندونيسيا بلغت 66 مليون دولار في الربع الأول من 2024، أي في ذروة العدوان على غزة.

ولم يتردد زعيم المعارضة "يائير لابيد" بالقول "إذا سألتني عن الدول المهمة التي نتطلع إليها، فإن إندونيسيا واحدة منها"، ورغم إعلان وزيرة خارجيتها ريتنو مرسودي أن إسرائيل وحلفاءها يمارسون ضغوطاً على بلادها لتطبيع العلاقات معها.

وقد اتفقت الدولتان خلال محادثات سرية على تسوية علاقاتهما كجزء من الجهود المبذولة لتسهيل انضمام إندونيسيا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم 38 دولة عضواً، وفق ما كشفته تقارير إعلامية إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2021.

رفع أعلام فلسطينية في في العاصمة الإندونيسية جاكرتا - رويترز<br>
رفع أعلام فلسطينية في في العاصمة الإندونيسية جاكرتا – رويترز

وشدد ماتياس كورمان أمينها العام في رسالة لوزير الخارجية الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس، على ضرورة أن تحافظ إندونيسيا على علاقات مع جميع أعضائها، وهو ما رحب به الأخير، معتبراً إياه "اختراقاً" يعبّد الطريق لتحسينات إيجابية في علاقاتهما.

ولعب يهود إندونيسيا دوراً مهماً بتعزيز العلاقات الثنائية، وساعد "بنيامين كنتانغ" اليهودي الإندونيسي في إنشاء لجنة الشؤون العامة الإندونيسية الإسرائيلية (IIPAC)، وتضم 4450 عضواً، وأقام أول متحف دائم مُخصَّص لذكرى ضحايا الهولوكوست في كنيس يهودي بمقاطعة شمال سولاويزي بإندونيسيا.

وبينما تواصل إندونيسيا نفي إجراء أي اتصالات رسمية مع إسرائيل، فإن رئيسها الجديد، برابوو سوبيانتو، غير ملتزم بسياسة متشددة تجاهها، كما التقى على هامش مؤتمر في البحرين برئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.

وعرض الرئيس الإندونيسي موقفه من الحرب الدائرة على غزة بصورة مخالفة للرأي العام الشعبي الرافض لها، بل إن بعض التقديرات الإسرائيلية اعتبرت أن إندونيسيا قد تساهم بقوات أمنية كبيرة في غزة وجنوب لبنان.

ماليزيا "معقل حماس"

تحوز التغطية الإعلامية الإسرائيلية لماليزيا على كثير من العداء والتحريض، بزعم أنها مركز لاستضافة كوادر حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وزعمت أجهزة أمن الاحتلال أن عدداً كبيراً منهم يتدربون فيها على القتال، بموافقة ضمنية من كوالالمبور.

ورغم إعلان رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن منع الشركات والسفن المسجلة في إسرائيل من الرسوّ في موانئ بلاده، إلا أن الثابت أن ماليزيا تصدّر إلى إسرائيل بضائع بقيمة عشرات الملايين من الدولارات سنوياً.

ومن بين المنتجات التي تُصدرها ماليزيا للاحتلال هناك الآلات والمعدات الكهربائية والمنتجات الكيميائية والمطاط والخضراوات والجذور، وفي المجموع، بلغت قيمة البضائع الماليزية التي دخلت إسرائيل خلال 2024 10.6 مليون دولار!

وتوقف الإسرائيليون مطولاً عند التصريح الأخير لأنور إبراهيم على شبكة "CNN" الأمريكية في تعقيبه على العدوان ضد غزة، بقوله إنه "يؤمن بحق إسرائيل في الوجود، وحقّها بالدفاع عن نفسها"، باعتبارها رسالة موجهة إلى واشنطن عن استعداده لإقامة علاقات مع إسرائيل، رغم أنه في وقت سابق وصف الحرب بـ"قمة الهمجية" و"الإبادة الجماعية"، وأن عناصر حماس "مقاتلون من أجل الحرية".

باكستان والمزايا المرتقبة

شهدت السنوات الأخيرة إجراء اتصالات بين باكستان وإسرائيل، هدفُها استكشاف إمكانية تطبيع العلاقات بينهما منذ أن كان السياسي البارز المسجون حالياً، عمران خان، رئيساً لحكومتها.

وتم الكشف عن "رسالة سرية" سلَّمها مستشاره سيد بخاري لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين، خلال زيارة قام بها لإسرائيل، وتتضمن قراراً استراتيجياً ببدء محادثات سياسية ودبلوماسية معها، وردّت إسرائيل برسائل إيجابية لها، ووعود بحصولها على المزايا الاقتصادية، إن تحقق التطبيع بينهما.

كما وصل وفد صحافي باكستاني إلى إسرائيل، والتقى بمسؤوليها، بمن فيهم الرئيس يتسحاق هرتسوغ، الذي أثنى عليها خلال منتدى دافوس. ويصعب القول إن وفداً كبيراً كهذا قد يقوم بهذه الزيارة دون ضوء أخضر من الحكومة، وبعلمها، خاصة وأن من بينهم مقدم البرامج الشهير على التلفزيون الرسمي أحمد قرشي.

صحيح أن إسلام آباد نفت رسمياً وجود مساعي للتطبيع مع تل أبيب، واشترطت تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لكن ذلك لا يعني عدم وجود مياه كثيرة جرت تحت الجسر، وهو ما أثبتته تجارب التطبيع السابقة.

إذ أن الجيش الباكستاني حريص على تطوير العلاقات مع إسرائيل، بزعم أنها ستُحسّن العلاقات بشكل كبير مع الولايات المتحدة، لإيجاد مزيد من التوازن في علاقاتها بالهند، فيما زعم الرئيس الأسبق برويز مشرّف، ذات يوم أن "باكستان لم تشنّ الحرب ضد إسرائيل".

وفي ضوء المعارضة الشعبية الجارفة في باكستان لأي تطبيع مع إسرائيل، فإن التطبيع قد يقتصر في البداية على تشجيع التعاون الاستخباراتي والعسكري، وإبرام صفقات تجارية، أو الدخول في شراكة استثمارية تلبي احتياجاتهما وأسواقهما.

السودان وملاحقة المقاومة الفلسطينية

جاءت لافتة الزيارة العلنية لوزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين إلى السودان في فبراير/شباط 2023، وما قاله من أن "السودان منطقة استراتيجية تقع على ساحل البحر الأحمر، وقد حاربت في وقت سابق ضد إسرائيل، وأرسلت أسلحة إلى حماس".

فيما كشفت تقارير إسرائيلية النقاب عن إجراء تل أبيب اتصالات إقليمية، معظمها سرية، مع السودان، لتسويق تكنولوجيا التعقّب الأمنيّ للعمل على وقف وصول الأسلحة لحماس، مما يؤكد أن التطبيع السوداني مع إسرائيل، إن تحقق، فله أبعاد أمنية واستراتيجية وعسكرية.

إذ يقف على سلّم أولويات تطبيع الاحتلال الإسرائيلي مع السودان، إذا ما تمت تكملته، تجفيف منابع السلاح عن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، مما حدا بإسرائيل لدعوة الولايات المتحدة وأوروبا لتحسين علاقاتهما بالسودان.

رئيس مجلس السيادة السوداني ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين في الخرطوم - الأناضول
رئيس مجلس السيادة السوداني ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين في الخرطوم – الأناضول

وقد فاجأ اللقاء "العلني" الأول الذي جمع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان مع نتنياهو في أوغندا الكثير من الأوساط الإسرائيلية، لأنه يطوي تاريخاً طويلاً من العداء الطويل بينهما.

من الناحية الاستراتيجية، يمنح تطبيع العلاقات مع السودان، إن خرج إلى حيز الوجود، لإسرائيل قطاعاً طويلاً على حدود البحر الأحمر، بفضل علاقاتها مع إثيوبيا وأريتريا ومصر، مما يعني مزيداً من وجودها الآخذ في الاتساع في المنطقة المضطربة.

اقتصادياً، يطمع الإسرائيليون أن يكون السودان سوقاً متطورة لبضائعهم، وقد اتفقتا على مشاريع في الطاقة المتجددة والصحة والطيران، واستعدت إسرائيل لتمويل إنشاء مصنع في السودان لإنتاج الأسمدة المناسبة للمناطق الجافة، والتعاون في مجال الألبان.

الصومال ورهان القواعد العسكرية

لم تكن الصومال بعيدة عن الاستهداف الإسرائيلي لضمّها لقطار التطبيع، بل قطعت شوطاً مهماً عقب لقاء وزير خارجيتها السابق كوهين مع الرئيس حسن شيخ محمود، كما التقى الأخير مع نتنياهو "سراً"، وسط تناقض الروايات عن مكان اللقاء بين العاصمة الكينية نيروبي، أو تل أبيب.

وتسعى إسرائيل لتحقيق جملة مكاسب متوقعة لتطبيع علاقاتها مع الصومال، كالسعي لتجنيدها بجانبها في المحافل الدولية، وتعزيز فرص الاستثمارات، وفتح المزيد من الأسواق الجديدة لمنتجاتها التقنية، وتجارة الأسلحة.

وينصبّ التركيز الإسرائيلي على الصومال بإيجاد قاعدة عسكرية فيها، لتكون قريبة من اليمن والدول العربية والأفريقية التي ستصبح في دائرة استهدافها، وفتح شهيّتها للتغلغل في القارة الأفريقية، بما يتزامن مع حربها على الحوثيين في اليمن، ويوفر برج مراقبة إسرائيلي للملاحة في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

سجلت العلاقات التجارية بين إسرائيل والصومال معدلات مهمة، وصلت ذروتها إلى 13 ألف دولار صادرات صومالية لإسرائيل، من الحيوانات والأسماك والمحاريات، مقابل 7.13 مليون دولار واردات صومالية من إسرائيل، بزيادة بمعدل سنوي قدره 130%، منذ عام 2014!

لكن الجديد اللافت ما أعلنه وزير خارجية أرض الصومال "الانفصالية"، عبد الرحمن ظاهر أدان، قبل ساعات، من عدم استبعاده استقبال فلسطينيين مهجّرين من قطاع غزة، شريطة أن تحصل بلاده على الاعتراف الدبلوماسي.

فيما كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أنهم تواصلوا مع نظرائهم في أرض الصومال لإعادة توطين فلسطينيين من غزة، مع العلم أن إسرائيل دعمت انفصال أرض الصومال، وقدمت مساعدات لوجستية لها لجعلها محطة تجسس في القرن الإفريقي.

أذربيجان ومحاصرة إيران

رغم العلاقات الأمنية والاقتصادية الوثيقة بين إسرائيل وأذربيجان، فإن التسريبات تتحدث عن قرب انضمام الأخيرة إلى "اتفاقيات التطبيع"، مما يمنحها أهمية استثنائية دون سواها من الدول الإسلامية. وتتركز هذه الأهمية في:

  • الدولة الإسلامية الوحيدة التي حافظت على علاقات ودية وتعاونية مع إسرائيل لأكثر من ثلاثين عامًا، وتعززت علاقاتهما أثناء الحرب الجارية على غزة.
  • البُعد الاستراتيجي، حيث تتمتع أذربيجان بموقع جغرافي استراتيجي في القوقاز، تحدّها إيران وروسيا، القوتان الإقليميتان، مما يفسر الأهمية الكبرى التي تتمتع بها للأمن الإقليمي. كما ترى أذربيجان وإسرائيل في إيران تهديدًا، مما دفعها لاتهام أذربيجان بالتحوّل إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي لمهاجمتها.
  • أصبحت أذربيجان المورد الرئيسي للطاقة في إسرائيل، ومع اندلاع حرب غزة، زادت صادراتها النفطية لها بنسبة 55%. وبعد حرب أوكرانيا، زاد تصدير الحبوب من أذربيجان إلى إسرائيل. وشاركت شركة إسرائيلية في منشأة لتحلية المياه في بحر قزوين، وبلغ عدد سياحها لإذربيجان سنوياً 50 ألفاً، مع بلوغ حجم تجارتهما المدنية، بدون النفط، 200 مليون دولار.
  • أذربيجان واحدة من أكثر العملاء وأقدمهم للصناعات العسكرية الإسرائيلية.
  • أذربيجان لديها واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في بلد إسلامي، تتراوح أعدادهم بين 15-30 ألفاً، أما الأذريون في إسرائيل فعددهم 50-70 ألفاً.

وفيما تكثف إسرائيل جهودها لتوثيق علاقاتها مع أذربيجان، فقد شهدت عدداً من الزيارات اللافتة من وفود دول إسلامية في آسيا الوسطى، وهي: كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وتركمانستان، في وقت تزيد فيه إسرائيل من نشاطها الدبلوماسي مع الدول المحيطة بإيران.

هذه الدول جميعها متاخمة في حدودها معها، وقامت هذه الوفود بزيارة قيادة جيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، ومقر صناعة الطيران، فيما أعلن وزير الخارجية السابق إيلي كوهين، خلال زيارته لأذربيجان وتركمانستان، أننا "نتوسع في منطقة أوراسيا، التي تضمّ الدول ذات الأغلبية المسلمة غير العربية".

بنغلاديش والمالديف وجزر القمر وعُمان

رغم أن بنغلاديش لا تعترف بإسرائيل، فإن الأخيرة كانت من أوائل الدول التي اعترفت بها في عام 1971، عندما نالت استقلالها. وبالتزامن مع إبرام اتفاقيات التطبيع السابقة، فقد وردت أنباء عن وجود تعاون مع إسرائيل، بما فيها تغيير صياغة جواز سفرها، ورفعت الحظر المفروض على مواطنيها الذين يزورون إسرائيل.

بدا لافتاً إعلان السفير الإسرائيلي لدى سنغافورة ساغيه كارني عن الاستعداد لإقامة علاقات مع الدول المسلمة في جنوب شرق آسيا، زاعماً أننا "مستعدون للحديث واللقاء، والباب مفتوح من جانبنا، ولا أعتقد أن من الصعب أن يجدونا".

لكن أوساط إسرائيلية كشفت عن اتصالات "من وراء الكواليس" من أجل إقامة علاقات مع جزر المالديف، التي قضت فيها زوجة رئيس الحكومة السابق، نفتالي بينيت، إجازة مع أولادها، فيما أعلن رئيسها الأسبق محمد نشيد أنه يعتزم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، دون أن تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب معارضة داخلية.

وقد وقّعت الدولتان على اتفاقيات تعاون في مجالات السياحة والصحة والتعليم والثقافة، وأرسلت إسرائيل فريقًا من أطباء العيون لعلاج المرضى في جزر المالديف. كما يزورها سياح إسرائيليون من خلال رحلات جوية غير مباشرة، ويحصلون على تأشيرة دخول لدى وصولهم لمطارها. وأعلنت شركة السفر الإسرائيلية "كامينوس" أنها ستقدم رحلات مباشرة من جزر المالديف إلى إسرائيل.

كما تتواصل الاتصالات الإسرائيلية لإقامة علاقات دبلوماسية مع دولة جزر القمر الإسلامية في المحيط الهندي، بعد ترتيبات حصلت لترسيم هذه العلاقات فور توقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين.

وقد تم ذكر سلطنة عُمان خلال السنوات الأخيرة كواحدة من الدول التي قد تنضم لقطار التطبيع مع إسرائيل، فلا زلنا نذكر زيارة نتنياهو إليها، وقبله إسحق رابين، وتلاه شمعون بيريس.

صحيح أن عُمان قطعت علاقاتها مع إسرائيل بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، لكنها اتخذت خطوة تجاهها عندما سمحت لطائراتها باستخدام مجالها الجوي في طريقها للشرق، خاصة إلى الهند.

نتنياهو مع سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد/ أرشيف
نتنياهو مع سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد/ أرشيف

موريتانيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء

ما زال الإسرائيليون يراكمون نتائج الزيارة التاريخية لرئيس تشاد محمد إدريس ديبي لإسرائيل، وما ساهمت به من زيادة توثيق مصالحهما التجارية، والتطلع الإسرائيلي لأن يفعل الاختراق معها مفعوله نحو ما يُعرف بـ"تأثير الدومينو" مع باقي الدول الأفريقية، بما يفتح آفاقًا جديدة لإسرائيل، وإمكانيات التطبيع مع عدد من الدول الإسلامية الأفريقية.

ترى إسرائيل أن تشاد دولة مهمة بسبب الدول المحيطة بها، أو القريبة منها، وتشمل ليبيا والجزائر في الشمال والسودان شرقًا، والنيجر غربًا. وقد تبعت زيارة ديبي لإسرائيل وصول العديد من وفودها الاقتصادية والزراعية والأمنية والطبية إلى تشاد.

أما مالي، فقد ارتبطت بعلاقات دافئة مع إسرائيل أوائل الستينيات، وتعتبر الهدف الطبيعي التالي للدبلوماسية الإسرائيلية. وقد التقى رئيسها المخلوع، إبراهيم بوبكر كيتا، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الأخير لغرب إفريقيا.

وبعد تجديد العلاقات بين تشاد وإسرائيل، اعتبر الكثيرون أنها الدولة التالية التي تسلك هذا المسار، رغم أن الانقلاب الأخير فيها، وصعود حكومة مؤقتة سيطر عليها الجيش، عمل على تأجيل توقع حدوث تغييرات كبيرة في سياستها الخارجية.

بالنسبة لموريتانيا، فقد أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل بين 1999-2010، بعد ضغوط كبيرة فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قبل أن تتوتر العلاقات وتُعلن موريتانيا قطع جميع علاقاتها مع إسرائيل في مارس 2010.

واليوم، في ظل تقارب نواكشوط مع الإمارات العربية المتحدة، وتلقيها مساعدات اقتصادية واسعة النطاق منها، بالتزامن مع جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن العدّ التنازلي قد يتسارع لإقامة علاقات بين إسرائيل وموريتانيا، رغم المعارضة الشعبية الكبيرة لمثل هذا التطبيع.

كما تحوز النيجر على اهتمام إسرائيلي كبير، فهي مورّد عالمي لليورانيوم، وعلاقاتها بإسرائيل قد تمنعها من بيع هذه المواد "الحساسة" لدول معادية، وتُقلّل من عدد الدول التي تصوّت ضدها في المحافل الدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق