“نتنياهو يدمر إسرائيل من الداخل ونقترب من حرب أهلية”.. إلى أين تتجه أزمة إقالة نتنياهو لرئيس الشاباك؟ - إقرأ

عربى بوست 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فجّر إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار٬ ورفض الأخير ذلك٬ جدلاً واسعاً وانقساماً داخل "إسرائيل" وسط تحذيرات من محللين ومراقبين وكتاب في صحف إسرائيلية من أن نتنياهو بخطوته هذه "يدمر إسرائيل من الداخل" و"يقربها خطوة أخرى من الحرب الأهلية". فما تبعات قرار نتنياهو غير المسبوق في تاريخ دولة الاحتلال٬ وإلى أين تتجه "إسرائيل" في ظل هذه الأزمة؟

نتنياهو يفجّر أزمة جديدة ويقيل رئيس الشاباك.. ما الذي حدث؟

  • أعلن نتنياهو يوم الأحد 16 مارس/آذار 2025 في كلمة مصورة نشرها مكتبه: "قررت تقديم مقترح للحكومة لإقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار.. في كل وقت، وخاصة خلال حرب وجودية مثل هذه، يجب أن يكون هناك ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ورئيس الشاباك لكن للأسف، الوضع معاكس، لم أعد أملك هذه الثقة.. ونظراً لغياب الثقة المستمر، قررت تقديم اقتراح للحكومة لإنهاء مهامه".
  • وفي حدث نادر٬ رفض رونين بار قرار نتنياهو ووضع شروطاً لإنهاء خدماته واتهم نتنياهو بالفشل والإخفاق. وقال بار في بيان نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" إنه سيبقى على رأس عمله إلى أن ينجز مهمة إعادة جميع الأسرى، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مع جميع الأطراف، بما في ذلك السياسية والحكومية ورئيس الوزراء، واعتبرها ضرورة لأمن الجمهور.
  • وأوضح رئيس الشاباك أن إقالته "ليست بسبب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن التحقيقات بشأنها كشفت أن سياسات الحكومة خلال العام الماضي لها دور أساسي في الإخفاق"، معتبراً أن "طلبات نتنياهو بالولاء الشخصي تتناقض مع القانون والمصلحة العامة للدولة". وقال بار "إن من حق الجمهور معرفة ما الذي أدى إلى انهيار مفهوم الأمن في دولة إسرائيل"، وأضاف أن "التحقيق كشف عن تجاهل متعمد وطويل الأمد من المستوى السياسي لتحذيرات جهاز الشاباك".
  • في إطار دعم موقف بار٬ أبلغت المستشارة القضائية للحكومة جالى باهراف ميارا، رئيس الوزراء نتنياهو، بأنه لا يملك صلاحية إقالة رئيس جهاز الشاباك، وقالت في رسالة رسمية لنتنياهو: "لا يمكنك القيام بذلك قبل استكمال مراجعة الأسس القانونية والوقائع التي تستند إليها قراراتك، وكذلك مدى صلاحيتك للتعامل مع هذا الموضوع في الوقت الحالي".
نتنياهو قال إنه لم يعد يثق برونين بار رئيس جهاز الشاباك٫ أرشيفية – flash90
  • ونقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو ضغط على رئيس الشاباك منذ أسابيع للاستقالة لكنه رفض. وبحسب الموقع، فإن مساعدين لنتنياهو يقولون إنه "استلهم قراره من حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطهير الدولة العميقة وتعيين موالين له".
  • ورحب الحلفاء اليمنيون لنتنياهو في الحكومة بقراره في إقالة بار٬ وقال الوزير إيتمار بن غفير "هذا ما كنت أطالب به منذ مدة طويلة"٬ فيما علق الوزير بتسلئيل سموترتش بالقول: "خطوة ضرورية، وكان الأفضل له أن يتحمل المسؤولية ويستقيل قبل أكثر من عام".
  • في الوقت نفسه أعلن منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يضم نحو 200 رئيس من أكبر شركات البلاد، معارضته لخطوة نتنياهو ووقوفه "كسد منيع أمام هدم الديمقراطية الإسرائيلية"٬ وقال المنتدى الذي يعبر عن العصب الاقتصادي لدولة الاحتلال في بيان: "تمر إسرائيل اليوم بإحدى أصعب الفترات في تاريخها، أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.. آخر شيء تحتاج إليه بلادنا هو انقسام ومعركة داخلية٬ يطرد فيها رئيس الوزراء حراس البوابة رونين بار، في ظل تضارب مصالح شديد وانتهاك للقانون من قبل نتنياهو".

"نقترب خطوة من الحرب الأهلية".. ما تبعات أزمة نتنياهو والشاباك؟

  • يقول بيني غانتس، أحد زعماء المعارضة والرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، إن "إقالة رئيس جهاز الشاباك هي ضربة مباشرة للأمن القومي الإسرائيلي وخطوة من شأنها أن تقوض الوحدة في المجتمع الإسرائيلي لأسباب سياسية وشخصية". وفي مقابلة مع قناة 12 الإخبارية، أضاف غانتس أن توقيت القرار بدا "غريباً للغاية" بالنظر إلى التحقيق الجاري في مكتب رئيس الوزراء. "من الواضح أن النائب العام سيكون التالي بعد رونين بار.. أي شيء يُزعج نتنياهو قليلاً، سوف يستهدفه ويُقوّضه". مشيراً إلى أن المعارضة ستواصل العمل لإحداث تغيير في الحكومة.
  • أما غادي آيزنكوت، الوزير السابق والرئيس السابق للجيش الإسرائيلي، إن نتنياهو "ينفذ عملية تطهير لرؤساء الأجهزة الأمنية والقانونية ويهدد الديمقراطية"، وأضاف أن "القرار الذي أعلنه رئيس الوزراء لا يمت بصلة إلى المصالح العليا لإسرائيل.. لقد فقد نتنياهو الحق الأخلاقي في الاستمرار في منصبه، وهو يُرسّخ وجوده بائتلاف قائم على الابتزاز والمصلحة الذاتية. إن توقيت وطريقة الإقالة يتطلبان احتجاجات جماهيرية ونضالاً شعبياً وسياسياً واسع النطاق٬ حتى يتم استبداله (نتنياهو) بسرعة عبر الوسائل الديمقراطية".
  • أما رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي يائير جولان فقد وصف قرار نتنياهو بأنه "إعلان حرب على دولة إسرائيل". وقال جولان، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق: "مع توسع التحقيقات حوله وكشفها عن صلات مثيرة للقلق، ينساق نتنياهو إلى الهستيريا والتحريض، والتهديد، ومحاولة القضاء على حراس البوابة في الأجهزة الأمنية". وأضاف أن "إقالة رئيس الشاباك لن تمر مرور الكرام.. ستكون هناك مقاومة جماهيرية واسعة، ولن نسمح لنتنياهو بتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية رجل فاسد ومشين".
  • من جهته٬ يقول الباحث والمعلق الإسرائيلي يوسي فيرتر إن ما يحدث في إسرائيل اليوم إنذارٌ حقيقي٬ حيث يقوم نتنياهو بتدمير إسرائيل من الداخل٬ مضيفاً أن "حماس فشلت وحزب الله في تدمير إسرائيل بفضل الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد، لكن نتنياهو يسعى لإتمام مهمتهم من الداخل"٬ بحسب تعبيره. وأضاف فيرتر في مقال له بـ"هآرتس": "يشغل منصب رئيس الوزراء حالياً رجلٌ فاسدٌ يُفسد الآخرين، ويتصرف بلا مسؤولية، ويتخلى عن مواطنيه. إنه خطير، يُعرّض الديمقراطية والأمن الوطني والمرونة الوطنية ومستقبل الصهيونية للخطر".
  • صحيفة هآرتس علقت في افتتاحيتها يوم الإثنين٬ بالقول أنه "يجب أن ندرك أن نتنياهو يُمزّق إسرائيل إرباً إرباً٬ وإن لم نستبدله، فقد يكون الضرر الذي أصاب إسرائيل لا رجعة فيه". وأضافت الصحيفة: "نتنياهو يواصل حملته المخططة للتدمير والانتقام ضد أي مؤسسة لا تعبر عن الولاء الكامل له وأي مؤسسة تهدد بالحفاظ على استقلالها والبقاء خاضعة لسيادة القانون.. يريد نتنياهو التخلص من جميع حراسه وكل من قد يفضح إخفاقاته ويهدد استمرار حكمه".
محللون ومراقبون إسرائيليون: "إسرائيل تقترب خطوة أخرى من الحرب الأهلية" : X 
  • الكاتب والمحلل في صحيفة "إسرائيل هيوم" يوآف ليمور٬ قال إن "قرار نتنياهو بإقالة رونين بار يدفع إسرائيل إلى هاوية الحرب الأهلية"٬ وأضاف ليمور "إن إقالة رونين بار  تقطع آخر خيط يربط بين شطري الشعب الإسرائيلي٬ فإذا كانت الحكومة قد حُذِّرت قبل الحرب من أن إسرائيل تضعف وتفقد قوتها، فإن هذا التحذير يلوح الآن بقوة غير مسبوقة٬ وإسرائيل تقترب خطوة أخرى من الحرب الأهلية".
  • وقال ليمور محذراً: هذه المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يُقال فيها رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) أو رئيس جهاز أمني آخر٬ وكانت الاحتجاجات ضد الحكومة قد تآكلت بالفعل خلال أشهر الحرب الطويلة، لكنها تتلقى الآن دفعة من الطاقة لم تحصل منذ الإقالة الأولى ليوآف غالانت من وزارة الدفاع في مارس/آذار 2023. وهذه وصفة لتسريع عملية تقسيم إسرائيل.. لقد اتضح أن كل ما تم تحقيقه بدماء جنودنا في 7 أكتوبر والجنود الذين قاتلوا في المعارك الصعبة داخل غزة سيذهب سدى الآن".
  • صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية حذرت مما يجري في إسرائيل بالقول إن "خطوة نتنياهو بإقالة رئيس الشاباك ستؤدي إلى إثارة المزيد من الاضطرابات في إسرائيل مع استمرار تداعيات فشل الاستخبارات قبل هجوم 7 أكتوبر"٬ وأضافت الصحيفة: "من المرجح أن يؤدي إقالة بار المقصودة إلى تعميق الانقسامات بين نتنياهو وكبار المسؤولين القانونيين في البلاد". وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما يفعله نتنياهو هو محاولته التهرب من المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر.
  • صحيفة يديعوت أحرونوت٬ نشرت خريطة الإقالات والاستقالات٬ وهي قائمة المسؤولين الإسرائيليين الذين كانوا في مناصبهم في يوم السابع من أكتوبر 2023 وقد سقطوا بعدها٬ في إشارة إلى أن نتنياهو نجح بإسقاط الجميع ولم يسقط هو لأنه لا يريد تحمل مسؤولية الفشل الذي وقع:
    AD_4nXeEf4tgHBeR_pOPwQyyFODOXnoNg8BHsDXQ

ما خلفية الأزمة بين الشاباك ونتنياهو؟

  • احتدمت الخلافات بين نتنياهو و"الشاباك" بشكل كبير، بعدما انتقد رئيس الوزراء نتائج تحقيق أجراه الجهاز الأمني بشأن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتم نشره في 4 مارس/آذار 2025 حيث لمحت التحقيقات التي نشرها جهاز الشاباك بشأن هجوم 7 أكتوبر إلى مسؤولية نتنياهو عن "رسم سياسة فاشلة على مر السنين قادت لهذا الهجوم"٬ مع إقرار الشاباك بفشله في تقييد قدرات حركة حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
  • لكن مكتب نتنياهو انتقد نتائج التحقيق الذي أجراه الشاباك، وذكرت القناة 13 العبرية أن محيط نتنياهو شن "هجوماً غير مسبوق" على رئيس الشاباك، ونقلت عن مقربين من رئيس الوزراء أن بار فشل كلياً في التعامل مع حركة حماس ومع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعرض تحقيقات "لا تجيب عن أي سؤال". وقال محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، إن مكتب نتنياهو أبلغ بار بضرورة استقالته بعد التحقيق، وألمح إلى أنه سيُطرد من منصبه إذا لم يفعل.
  • كما قام نتنياهو مؤخراً بإبعاد رونين بار ورئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، من الفريق المكلف بالتفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس في غزة، مدعياً أنهم "اتخذوا خطاً ليناً في المحادثات وقاموا بتسريب تفاصيل غير جيدة حول موقف الحكومة إلى وسائل الإعلام".
  • بالإضافة لذلك٬ تقول صحف إسرائيلية بأن خطوة إقالة نتنياهو لرونين بار مرتبطة بتحقيقات حساسة يجريها جهاز الأمن العام (الشاباك) في مكتب رئيس الوزراء٬ تتعلق بما يسمى قضية "قطر جيت"، حيث قررت المستشارة القضائية، بالتعاون مع الشاباك، فتح تحقيق جنائي بزعم وجود علاقة بين مسؤولين في مكتب نتنياهو مع قطر.
  • وكشف تقرير لقناة 13 الإسرائيلية عن أن المحققين يبحثون في احتمال تحويل مئات الآلاف من الدولارات من قطر إلى مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأشهر الأخيرة٬ ولذلك بهدف تحسين صورة قطر داخل "إسرائيل". ويتهم خصوم نتنياهو مثل زعيم المعارضة يائير لابيد رئيس الوزراء بإقالة رئيس جهاز "الشاباك" الآن لسبب واحد وهو "عرقلة التحقيق بقضية قطر غيت".
لافتة عليها صور نتنياهو ومساعديه أثناء التحقيق معهم فيما يسمى بقضية "قطر غيت"، خارج المحكمة المركزية في تل أبيب، حيث يدلي نتنياهو بشهادته في المحاكمة ضده، 10 مارس/آذار 2025. (فلاش90)
  • وكان 98 مسؤولاً كبيراً سابقاً في جهاز الشاباك والشرطة والموساد والجيش، قد طالبوا بار في رسالة بإجراء تحقيق شامل في ما يسمى قضية "قطر جيت"، لأنها تثير مخاوف بشأن المساس بأمن الدولة.
  • وقبل أزمة التحقيقات٬ عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال العامين الماضيين وبضغط من حلفائه المتطرفين في الحكومة على استبعاد رئيس الشاباك رونين بار من منصبه لأسباب عديدة٬ وأبرز ما أجج الخلاف هو هجوم "طوفان الأقصى"، وإصدار جهاز الشاباك وثائق تحذيرية بشأنه، إضافةً إلى موقف بار فيما يتعلق بمفاوضات الأسرى الإسرائيليين، ومهاجمته لقرار البقاء في محور فيلادلفيا٬ وكذلك تحذير بار مما أسماه "الإرهاب اليهودي" في الضفة، واعتبر أن تصرفات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير في المسجد الأقصى "تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق