نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دوها يا دوها.. الكعبة وصلوها - إقرأ, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 07:09 مساءً
والحقيقة أننا في عصرنا هذا أصبحنا نبحث فقط عن مصدات تكفينا أضرار الهجمات الفكرية التي تجتاحنا ريحا صرصرا عاتية من كل صوب، حتى لم نعد نستغرب شيئا، ففي كل حكاية لا نسمع ولا نرى ولا نستطيع أن نتكلم، بنظرية القرود الثلاثة، فإن ناقشنا سيعلم من لم يكن يدري، ونغض أبصارنا فنستمرئ نحن الأحداث حتى لا نعود ننكرها، كون عقولنا وأبنائنا هم من سيتأثرون بها، فنظل في الظلمة نستغفر ونتساءل: من يا ترى الجهات الفاعلة في ذلك، وما هي الأهداف المقصود بلوغها، ومن الذي يسمح ويشجع ويمرر الإساءات دون احتجاجات رسمية، ودون عمليات توعية للصغار، وحملات للردع والتوضيح؟
الإساءات للدين الإسلامي تستمر بتنوعها، والعجب قد تعدى رجب، وسط مزادات التسابق في الهجمات، ليس فقط على مفاهيم الدين الإسلامي النظرية، ولكن الأمر بلغ رموزه المكانية، وأي رمز أعظم وأقدس من الكعبة المشرفة؟
أرسل لي صديق مقطعا من السناب، للعبة تدعى "روبلكس"، ولشدة دهشتي فقد ظننت أن الأمر لا يعدو كونه تحويرات ذكاء اصطناعي قام بها أحد الخبثاء، ولكن وبعد إعادة المقطع مرات للتمعن، وجدت نفسي أحوقل، وأنا أنظر حولي، خشية أن يرى أحد ما أراه.
وبحثت، وسألت ابني نهار الخبير في الألعاب، ووجدت الجواب أعجب من السؤال، فكانت الشركة المصنعة، قد صممت لعبة تجعل الجميع يتمكنون من تصميم الموقع المناسب، الذي يريدون التسابق فيه، بخيارات متعددة يقوم بتكوينها اللاعبون أنفسهم، فقام البعض بتصميم الحرم المكي، وجوف الكعبة!
هل اللعبة بريئة من الإساءة، حيث إن اللاعب هو من يصمم، وهو من يختار؟
كنا قد عرفنا في ألعاب منافسات "البلايستيشن" المشابهة مثل "تومب رايدر" و"غراند ثيفت أوتو"، كيف تحتدم المنافسة وجني النقاط، والتحارب في الشوارع والمباني والأسواق، ولكنها للكارثة تحدث هذه المرة في وسط الحرم المكي وجوف الكعبة المشرفة، بالدخول من بابها، ليجد اللاعب داخلها مفاجآت ومكافآت أو عقوبات عبر عدة لوحات وصناديق، تزيد من تقدمه في اللعبة، وأحد تلك الصناديق يمكنه من الحصول على مفتاح الجنة!
اللعبة منتشرة مثل النار في الهشيم بين أوساط الأطفال، والشركة لا ممسك قانوني عليها، فهي لا تجبر أحدا على نوعية التصميم.
ولهم فيها ما يشتهون ويبدعون، فمن المؤكد أن من يقومون بالتصميم من شتى أنحاء الأرض، تختلف مقاصدهم، وأن من يفضلون خيارات الكعبة هم من المسلمين الجهلة يحلمون أن يكون لديهم مقدسات خاصة بهم، أو أنهم ممن تركوا الدين الإسلامي، أو مناوئين يجدون في ذلك طريق نقمة على الإسلام وأهله.
والسؤال التائه: هل هذا يحدث فقط للديانة الإسلامية، ورموزها؟
وحتى لا يضيع الحق بين الموازين، سنجد أن جميع أديان الأرض تتعرض لتلك التحديات والتعديات نفسها، من أهلها أو أعدائها يستهزئون بها، أو يعاندون أتباعها، أو يستخفون من معتقداتهم وعقولهم بأشكال مختلفة.
اللعبة الخبيثة تمكنت من سفك دم الجميع، ونثره بين القبائل، فلا يعود لأحد أن يحتج، بعين وحجة قوية.
shaheralnahari@
0 تعليق