نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فوضى الطلاب.. ظاهرة سلبية تضر البيئة التعليمية - إقرأ, اليوم الأحد 16 مارس 2025 11:28 مساءً
تحقيق: أمير السني
يعد ضبط فوضى الطلاب في المدارس تحدياً مهماً للمعلمين والإداريين، إذ يؤثر سلوك الطلاب في البيئة التعليمية وجودة التعلم، وتتطلب معالجة الفوضى نهجاً متوازناً يجمع بين الانضباط الفعّال وبناء علاقة إيجابية.ومع انتشار السلوكيات السلبية داخل أفنية بعض المدارس، دعا متخصصون في المجال التربوي والاجتماعي إلى تطبيق لائحة سلوكيات الطلبة وعدم التهاون فيها مع التوعية المستمرة للطلاب والجلوس مع أولياء الأمور لإيجاد حلول لهذه المشاكل قبل تفاقمها.
يرى تربويون أن ما يقوم به بعض الطلاب من سلوكيات خاطئة داخل فناء المدرسة تتعدد في أشكالها بين اللفظي أو أداء حركات غير مسؤولة أو التنمر، لافتين إلى أن علاجها يتطلب من الإداريين والمدرسين مد يد العون للطالب لمساعدته على التخلي عن هذه الظاهرة وبشكل لطيف وودي دون اللجوء إلى التهديد أو التعنيف.
وطالب التربوي زياد عبد الفضيل، بعمل تجمعات شهرية للطلبة للتحدث عن القيم والأخلاق والاحترام، حيث يقوم الطلبة بالتعاون بينهم وبين معلم الفصل بعمل فيديوهات قصيرة عن رفض التنمر والألفاظ والعادات السيئة.
وشدد على ضرورة تكامل الأدوار بين المدرسة وأولياء الأمور، إذ إن غياب دور بعض الأسر في توجيه أبنائهم نحو الالتزام وضبط النفس والاحترام، سواء لزملائهم أو لمعلميهم، يؤدي إلى تمرد الطالب، إضافة إلى أن يكون الاختصاصي الاجتماعي أكثر فاعلية داخل الحرم المدرسي، لأنه الأكثر قدرة على التعامل مع الطلبة ومحاصرة أي ظواهر سلوكية سلبية، فيما يتعين على المعلم أن يتعامل مع الطالب بكل احترام ويحتويه، مشيراً إلى أهمية هيبة المدرس باعتباره أمراً لا يمكن التهاون فيه في عماد العملية التعليمية.
عقوبات تربوية
يشير التربوي الصادق حمزة، إلى أن لائحة السلوك الطلابي وحدها لا تكفي، فدور المدرسة مهم في إنشاء العديد من الأنشطة التي تشغل الطلاب وتقوّم سلوكهم وتهتم بتنمية المهارات القرائية التي تزيد من التوعية والتثقيف، بجانب إقامة الرحلات والمسابقات وتقديم الجوائز للطلاب المثاليين، ما يحفز بقية الطلاب على اتباع الأسلوب السويّ الصحيح، والاهتمام بالرياضة فهي تنمي العقل والجسم وتزيل الحقد من الجسد، وفي النهاية يجب أن نعلم أن المدرسة والتعليم أساس التقدم والرقي، فيجب أن نربّي الأبناء على احترام مؤسسة التعليم.
ولفت إلى أن الطالب كلما كان مهذباً وعلى خلق حسن، سهّل ذلك على المعلمين أن يتعاملوا معه، فيزيد ذلك من قدرتهم على فهم الدروس وتحسين سلوكياتهم، مشدداً على دور الأُسرة في توعية الطالب وتهذيبه وتنشئته على احترام المعلم، وكذلك تنمية روح التعاون بين الطلاب وروح الفريق دافع كبير للتآلف بينهم، ونوه بضرورة أن يكون أسلوب المعلمين سهلاً ومبسطاً، لكي ينالوا حب الطلاب، ولكي يتخذ كل طالب مثلاً أعلى وقدوة له.
تنظيم السلوكيات
يقول التربوي الطاهر الزين، إن للمدرسة دوراً مهماً جداً في تعديل سلوك التلاميذ، حيث إن التلميذ ينتبه إلى جميع ما حوله، ويطيل النظر في تصرفات الأشخاص، خاصة من يقضي معهم وقتاً طويلاً، لذلك يجب أن يكونوا قدوة حسنة له حتى يقتدي بهم في الأمور الصحيحة، كما يجب تنمية السلوكيات الإيجابية، والابتعاد عن جميع الأفكار والطاقات السلبية، التي قد تودي بهم إلى مرحلة خطرة من انحراف السلوك قد يصعب تعديلها فيما بعد.
وأشار إلى أن دور المعلم لا يقتصر على شرح المناهج فقط، ولكن من الضروري أن يهتم ببث روح الطاقة الإيجابية في الطلاب، وتنفيذ جميع القواعد الخاصة بالتعامل والسلوك، طبقاً للمحددات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، وتشجيع الطلاب على التحلي بالأخلاق الحميدة والصفات الجيدة، وذلك عبر سرد بعض القصص والنماذج المشرّفة من أبطال الوطن مثلاً، وفي حال لاحظ المدرس انحرافاً في سلوك أي طالب لديه، يجب أن يعالج الأمر بهدوء بمراقبة هذه التصرفات لفترة زمنية معينة ومعرفة السبب الأساسي فيها، لأن استخدام العنف يأتي بنتائج عكسية تماماً.
إجراءات استباقية
وضعت الاختصاصية الاجتماعية نادية سيف الدين، عدداً من الحلول لحل مشكلة فوضى الطلاب في ساحات المدارس، موضحة أنه من الضروري وضع قواعد سلوكية واضحة في بداية العام الدراسي وتوضيحها للطلاب، ويجب أن تكون هذه القواعد بسيطة ومباشرة، مع توضيح النتائج المترتبة على انتهاكها، لأن ذلك يشكل أساس النظام وتوجيه الطلاب نحو السلوكيات المقبولة. ودعت إلى بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين المعلمين والطلاب، كما يجب على المعلمين التواصل مع الطلاب بلغة إيجابية، وتشجيع الحوار المفتوح لتوضيح القضايا السلوكية وتصحيحها واستخدام المناهج الدراسية التفاعلية والأنشطة الجماعية التي تتطلب مشاركة فعالة من الطلاب يمكن أن تساعد على الحد من الفوضى، حيث إن الطلاب الذين يشعرون بأنهم جزء من العملية التعليمية يكونون أقل عرضة للتسبب في الفوضى.
وقالت إن نظام المكافآت يعزز السلوكيات الإيجابية، سواء بكلمات التشجيع أو منح النقاط أو الجوائز الرمزية، مع عدم إغفال تطبيق العقوبات المناسبة على السلوكيات غير المرغوبة بشكل عادل وثابت، وفي حالة حدوث فوضى أو نزاعات بين الطلاب، ينبغي التعامل معها فوراً وتخصيص وقت لمعالجتها، ويمكن استخدام أسلوب الوساطة بين الطلاب لحل المشكلات بطريقة سلمية.
وأشارت إلى أن الحضور المستمر للإداريين والمعلمين في الممرات والأماكن المشتركة يقلل من فرص الفوضى، كما أن الإشراف الدائم يُظهر أن هناك رقابة مستمرة، ما يدفع الطلاب للالتزام بالقواعد، كما يفضل تكليف الطلاب بمهام مسؤوليات محددة في الفصل أو المدرسة.
تبادل المسؤولية
اعتبر الاختصاصي الاجتماعي أشرف منير، أن إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية وفي معالجة السلوكيات غير المرغوبة له تأثير كبير، لذا لابد من عقد الاجتماعات الدورية وإشعار الأهل بالسلوكيات الإيجابية والسلبية لأبنائهم.
وأوضح أن الجدول الدراسي المنظم والأنشطة المختلفة، يمكن أن يقللا من فترات الفراغ التي قد تسهم في حدوث الفوضى، كما يمكن للمدارس تبني برامج «التدخل السلوكي الإيجابي»، وهي استراتيجية تعتمد على تعزيز السلوكيات الإيجابية بدلاً من التركيز فقط على العقاب، ويسهم هذا النهج في تقليل الفوضى عن طريق تعزيز جو من الدعم والتشجيع. من جانبه، يوضح الاختصاصي الاجتماعي سفيان المطيري، بأن الفوضى تكون ناتجة في بعض الأحيان عن مشاكل فردية، مثل الإحباط الأكاديمي والملل، أو القضايا الشخصية، لهذا يجب أن يكون لدى المدارس نظام لدعم الطلاب الذين يعانون صعوبات، سواء عبر توفير استشارات أو دعم أكاديمي إضافي.
وبيّن أن الطلاب الذين يتمتعون بفرصة للقيام بأنشطة بدنية خلال اليوم الدراسي يكونون أكثر تركيزاً وأقل ميلاً للفوضى، كما يجب أن يكون المعلمون والإداريون قدوة في الالتزام بالقواعد والسلوك الجيد.
أخبار متعلقة :