ناديناكم نصرة لنا، واستبشرنا بقدومكم خيرا، ظننا أنكم ستلبون نداء الإخوة وروابط الدم والعقيدة. هللنا فرحا، وتعالت الزغاريد في كل بيت، وأطلقنا أحلامنا نحو غد مشرق. لم نشك لحظة أنكم طوق النجاة الذي سنتمسك به للخلاص.
بنيّنا آمالنا على عودة الأمل وإعمار ما دمرته السنون، لكن الحلم سرعان ما تبخر، وتحول إلى كابوس ثقيل جاثم على صدورنا. توقفت عجلة الحياة، تدهورت المعيشة، وخنقت الخدمات أنفاسنا.
النفط، الذي كان قوتنا، لم تستطيعوا حمايته ولا معاونتنا في تصديره وحمايته، أرهبتكم ضرباته، فسارعتم إلى إغلاق بزبوزه الذي كان يدر العملات على بنكنا المتهالك، ويعصمنا من شر مزادات الفقر والجوع.
المصافي فرغت من الحياة، وانعدمت المشتقات، فصارت سلعة نادرة بيد التجار والمتنفذين. وصل سعر صفيحة الوقود إلى أعلى من راتب المتقاعد، و أصبح العيش ضربا من العذاب.
ظننا وجودكم بشرى خير، فإذا ببعض الظن إثم جسيم. جفت دموعنا من فرط الألم، وتصحرت أيامنا، وغدت أرضنا جرداء موحشة. نعاني مرارة العيش ومرارة الخذلان معا، وأنتم لا تزالون تلوكون حديث "إعادة الإعمار"، ولا ندري أي إعمارٍ تقصدون ولمن؟ إذ لم نر في ليالينا وأيامنا إلا ازدياد البؤس واستفحال الشقاء.
ندمنا أن دعوناكم، وتمنينا لو لم تطأ أقدامكم أرض بلادنا.
أخبار متعلقة :