نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطيبون الأنقياء.. مستضعفون في الأرض - إقرأ, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 05:21 صباحاً
يمتلك هذا الطيب معرفة عميقة ومهارة تحليل مبهرة تجعل آراءه أقرب للصواب منها للخطأ، مجتهد ومخلص ويجيد العمل بصمت، هذا الشخص الذي يعلم ويعرف كل من حوله أنه يعلم مخيف ومصدر تهديد لمن لا يعلمون، يجود هذا الطيب النقي بما عنده ويشارك معرفته مع الآخرين دون تحفظ، يعلم أن هناك من يضمر له سوءا، من يظهر له عكس ما يبطن، من يتذاكى ويمكر ويتلاعب بالحقائق، من يعيش بقانون أنا ومن خلفي الطوفان، يراهم بكل وضوح ويسخر سرا من محاولاتهم الحثيثة لخداعه، لا يبالي بهم، هدفه سامٍ وقيمه نبيلة، يرى الحسن فيما حوله ومن حوله، محسنا الظن ومشغولا بعالمه، لا يملك الوقت الكافي ولا الطاقة لمجاراتهم أو الرد عليهم، يحتسب الأجر فيما يعمل ويسعى قدر جهده وأكثر لخدمة الآخرين، لكن هذه الدنيا ظالمة، وليست لأولئك الذين يعلمون ولا يجيدون التقلب والتماهي واللعب بسياسة حسب ما تقتضيه المصلحة وبأي وسيلة ممكنة في مساحة خالية من المبادئ والقيم، تنقلب فيها الموازين ويختفي فيها المنطق ويسود فيها قانون النفعية في بيئة البقاء فيها للأكثر دهاء وخبثا، فالكذب فضيلة والخداع مهارة وسلب الحقوق والتسلق على أكتاف الآخرين حسن إدارة، يعمل الفريق لأجل واحد ويعمل الواحد لأجل نفسه، يجد هذا الطيب النقي نفسه أمام خيارين إما أن يرضخ للأمر الواقع أو أن يرحل ويعيش وحيدا لأنه سيعلم علم اليقين، طال الزمان أم قصر، أن هذا الدنيا ليست للطيبين.
أخبار متعلقة :