وزارة الثقافة وتأصيل الهوية الثقافية الوطنية - إقرأ

في الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق «الخط الأول» و»الخط السعودي»، بتضافر الجهود مع دارة الملك عبدالعزيز، في مبادرة رائدة تعزز الهوية الثقافية السعودية، مستندة إلى دراسات علمية وجهود بحثية مباركة.

وهذه الخطوة ليست الأولى التي تقوم بها وزارة الثقافة - مشكورة - في سبيل ترسيخ الثقافة المنبثقة من أرض المملكة العربية السعودية، بل هي امتداد لحراك ثقافي مشهود يستلهم رموز الهوية الثقافية الوطنية، ويسخرها في تعزيز الوعي المجتمعي بالموروث الثقافي عبر العصور، كما يروج للثقافة السعودية في مختلف المحافل، بما يليق بحضارة الإنسان وتاريخ المكان.

لقد انطلق هذا الحراك الثقافي مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للثقافة، التي تحمل على عاتقها رسالة تمكين الثقافة والمثقفين، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، إلى جانب حفظ الموروث الثقافي واستشراف آفاق التطوير.

وقد تلا ذلك تأسيس الهيئات الثقافية المتخصصة في مختلف جوانب الثقافة والحضارة، مرورا بتوثيق التراث، وإحياء المواقع الثقافية، وليس انتهاء بتنظيم الفعاليات والمشاركات الثقافية على المستوى العالمي.

ولعل من أبرز مظاهر هذا الحراك ارتباط الأعوام برموز الثقافة السعودية الأصيلة، بدءا بعام الخط العربي، ثم عام القهوة السعودية، مرورا بعام الشعر العربي، يليه عام الإبل، وختاما بعام الحِرَف اليدوية.

إن ما تقوم به وزارة الثقافة وهيئاتها الموفقة من جهد دؤوب في حفظ التاريخ وتوثيق رموز الحضارة السعودية، لهو عمل يستحق الإشادة والفخر، ويشار إليه بالبنان. فلقد أخذت الوزارة على عاتقها إعادة الشيء إلى أصله، ونسب التاريخ إلى أهله، وربط النهضة الحضارية والتنموية التي نعيشها اليوم، بمجـدنا التليد وتاريخنا العريق، لتبقى الهوية الثقافية السعودية منارة للأجيال، ومجدا نفاخر به بين الأمم.