مسلسلات رمضان الجزائرية
يشهد الموسم الدرامي في رمضان 2025 تنافسًا محمومًا بين القنوات التلفزيونية الجزائرية وشركات الإنتاج، التي تسعى إلى تقديم أعمال تجمع بين التشويق والإثارة وتعكس الواقع الاجتماعي، مع مواكبة تطلعات الجمهور المتابع، ومع انطلاق تصوير هذه الأعمال منذ أشهر، يبدو أن المشاهد الجزائري سيكون على موعد مع تنوع كبير في الموضوعات، بدءًا من القضايا الاجتماعية العميقة وصولًا إلى دراما الجريمة والغموض.
يأتي التلفزيون الجزائري بمسلسل يحمل عنوان “الفراق” أو “الانفصال”، والذي يضم نخبة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية مثل خالد بن عيسى وهيفاء رحيم وعديلة بن ديمراد، تدور أحداث العمل حول قصة زوجين من الطبقة الوسطى يواجهان صراعًا حادًا بين الرغبة في الاستقرار داخل البلاد والسعي للهجرة من أجل مستقبل أفضل لابنتهما، مما يضعهما أمام خيار صعب بين العائلة والمسؤولية، من المنتظر أن يحقق المسلسل متابعة واسعة، نظرًا للطرح الاجتماعي الواقعي الذي يقدمه.
بعد النجاح الذي حققته المسلسلات الجزائرية التي تناولت قضايا الجريمة في المواسم الرمضانية الماضية، يتواصل هذا التوجه في رمضان 2025 من خلال إنتاجات مثل “الشفرة” و”الموسم” و”بنات المحروسة”.
مسلسل “الشفرة”، الذي تعرضه قناة “وان تي في”، يروي قصة فتاة تجد نفسها ملاحقة بسبب امتلاكها لمعلومات خطيرة، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع المافيا. أما “الموسم”، فيدور حول مجموعة من الأصدقاء والعائلة يجتمعون في حفل زفاف بمنطقة منعزلة، ليجدوا أنفسهم وسط سلسلة من الجرائم الغامضة التي تهدد حياتهم.
من بين المسلسلات الاجتماعية المنتظرة، نجد مسلسل “التابعة” الذي يقدم معالجة درامية لقضايا تهم العائلة الجزائرية، كما يعود مسلسل “أحوال الناس” في جزء ثالث، ليواصل سرد قصص مستوحاة من الواقع اليومي، ومن أبرز المفاجآت لهذا العام، إطلاق أول مسلسل باللهجة الشاوية تحت عنوان “منعرجات الحياة”، مما يعكس التنوع الثقافي الذي تسعى الدراما الجزائرية لإبرازه.
مع كل موسم رمضاني، تثار قضايا حول المحتوى الدرامي ومدى توافقه مع القيم الاجتماعية، وقد شهدت السنوات الماضية جدلًا كبيرًا حول بعض المسلسلات التي قدمت مشاهد اعتُبرت غير ملائمة أو متجاوزة للخطوط الحمراء، مما استدعى تدخل سلطة ضبط السمعي البصري، ومع دخول الموسم الجديد، يظل التساؤل قائمًا حول مدى التزام المنتجين والمخرجين بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية التي تضمن تقديم محتوى يحترم هوية المشاهد الجزائري.